الشباب والتعليم والتكنولوجياأخبار الساحل

شباب الساحل .. ما بين صدمة الواقع وإمكانات التغيير: قراءة في آخر التطورات

بقلم: خالد التشادي

في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية والأمنية في منطقة الساحل الأفريقي، يواجه ملايين الشباب تحديات حادة تتراوح بين الفقر، وانعدام فرص التعليم، والعنف المتصاعد. وسط هذا الواقع الصعب، تتكثف المبادرات الدولية لتقديم الدعم، عبر تحسين فرص التعليم، وخلق وظائف مستدامة، وتمكين الفتيات، سعياً لبناء جيل قادر على مواجهة المستقبل بثقة.

التحديات الرئيسية التي تواجه شباب الساحل

1- أزمة التعليم وانعدام المهارات: تشهد منطقة الساحل واحدة من أسوأ أزمات التعليم في العالم. وفقًا للبنك الدولي، فإن 40% من الأطفال في سن التعليم الابتدائي خارج المدارس، وأكثر من 11,000 مدرسة أُغلقت بسبب النزاعات المسلحة. كما أن 90% من الأطفال لا يستطيعون قراءة جملة بسيطة في نهاية المرحلة الابتدائية، مما يحد من فرصهم المستقبلية في سوق العمل.

2- العنف والتجنيد القسري: أفادت اليونيسف بزيادة بنسبة 70% في أعمال العنف ضد الأطفال في منطقة الساحل الأوسط خلال الربع الأخير من عام 2023، بما في ذلك تجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة والقتل والتشويه. وقد ارتفعت حالات التجنيد والقتل بنسبة 130% في بوركينا فاسو ومالي والنيجر. ​

3- الفقر والبطالة والتهميش: يواجه الشباب في الساحل مستويات مرتفعة من الفقر والبطالة، مما يدفع البعض إلى الهجرة أو الانضمام إلى الجماعات المتطرفة. تُظهر الدراسات أن التغير المناخي، مثل الجفاف وفقدان الأراضي الزراعية، يزيد من هشاشة المجتمعات ويُستخدم كأداة لتجنيد الشباب في الجماعات المتطرفة. ​

المبادرات والاستجابات الدولية

1-  برنامج “بناء القدرة على الصمود” للفتيات المراهقات: أطلقت اليونيسف برنامجًا في مالي وموريتانيا والنيجر يهدف إلى تحسين وصول الفتيات المراهقات إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية وتعزيز قدراتهن على التكيف مع الأزمات. يهدف البرنامج إلى تمكين الفتيات من خلال التعليم والصحة والدعم النفسي. ​

2-  خلق فرص عمل للشباب في الزراعة: نفذت منظمة الفاو مشروعًا في موريتانيا ودول أخرى في الساحل يهدف إلى توفير فرص عمل للشباب في القطاع الزراعي، مع التركيز على الوظائف الخضراء والمستدامة. استفاد من المشروع أكثر من 200 شاب في برامج توظيف قصيرة الأجل و390 مشروعًا شبابيًا في برامج طويلة الأجل. ​

3- مبادرة Generation Unlimited Sahel: تهدف هذه المبادرة إلى ربط أكثر من 100 مليون شاب في الساحل بفرص التعليم والتدريب والعمل في الاقتصاد الرقمي والأخضر. تركز المبادرة على إشراك الشباب في صنع القرار وتوفير بيئة داعمة لريادة الأعمال والابتكار.

التوصيات المحتملة في التحقيق

دعم أكبر لفرص التعليم والتدريب: تعزيز البرامج التعليمية في المناطق المتأثرة بالصراع، وخاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا لتمكين الشباب من المنافسة في السوق العالمي.

توفير فرص العمل: دعم المشاريع الصغيرة التي يديرها الشباب في القطاع الزراعي أو الصناعات الخضراء، والتي تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة.

مكافحة التجنيد القسري: التركيز على إعادة تأهيل الشباب وتقديم برامج دعم نفسي واجتماعي للمجندين القسريين الذين تمكنوا من الهروب.

الخلاصة

يواجه شباب منطقة الساحل تحديات متعددة تشمل التعليم، العنف، الفقر، والتغير المناخي. ومع ذلك، هناك جهود دولية متزايدة لدعمهم من خلال برامج تعليمية، فرص عمل، وتمكين الفتيات. يتطلب تحقيق نتائج مستدامة تعزيز الاستثمارات في التعليم والتدريب المهني، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة تُمكّن الشباب من تحقيق إمكاناتهم والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم. ​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى