تقع مدينة النهود في غرب كردفان، وهي العاصمة القبلية والتاريخ لقبيلة الحمر ، كبرى قبائل المديرية في السودان وبها نظارة القبيلة، وتسمى المنطقة عامة بدار حمر وهي ملك حر لقبيلة الحمر اشتروها بصك حر من سلاطين الفور موجود في بريطانيا وفي دار الوثائق في السودان، وهنالك قبائل أخرى تسكن دار حمر وتسمى بالقبائل المساكنة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على التعايش السلمي بين الحمر والقبائل الأخرى وتتمتع هذه القبائل بجميع الحقوق والواجبات التي تتمتع بها قبيلة الحمر.
أما من الناحية الإدارية فهي العاصمة الإدارية للإقليم وفيها الناظر عبد القادر منعم منصور وهو ناظر قبيلة الحمر منذ عام 1985 إلى يومنا هذا، وهو سليل الأدباء والنظار المؤسسين، وأخو وزير المالية المشهور ابراهيم منعم منصور في عهد النميري، وتعتبر النهود من أكبر المناطق في السودان في الإنتاج الحيواني والزراعي والتجاري ففيها أجود أنواع الضأن الذي يصدر إلى الخارج وكذلك الصمغ العربي.
كيف سقطت النهود؟
سقطت النهود على أيدي أبنائها الذين ينتمون إلى الدعم السريع لأسباب عديدة منها مالية ومنها سياسية، ومعهم قوات الدعم السريع. ففي يوم الخميس من أول يوم شهر مايو تحركت قوات من دارفور بقيادة السافنا على متن ٥٠٠سيارة تاتشر مسلحة ومعها ثلاثين مركبة مصلحة وكان بينهم وبين من معهم في المدينة بما يسمى “بالخلايا النائمة” والمتعاونين اتصال وتنسيق فعندما سمع الذين بالداخل إطلاق نار للدعم السريع لبسوا الزي العسكري للدعم السريع وأخذوا أسلحتهم واحتلوا بنك الخرطوم والمحلية” البلدية”.
ثم ذهبوا إلى السجن وأطلقوا المساجين كما فعلوا في الخرطوم كي يعطونهم السلب والنهب واستراحة المدينة، ثم كانت هنالك قوائم معدة مسبقا من قبل الخلايا من العلماء وأساتذة الجامعات والأعيان وكل من له توجه إسلامي فقبضوا عليهم وأعدموهم ،ثم قاموا بنهب الأسواق والاستيلاء على المواد المحملة بالمواد الغذائية وعاثوا في الأرض فسادا، ثم ذهبوا إلى بيت ناظر القبيلة في منزله وجعلوه قيد الإقامة الجبرية.
ومن الأمانة أن نقول إن الجيش وفيلق دار حمر دافعوا عن مدينة النهود ولكن ذخيرتهم قد نفدت فاضطروا إلى الانسحاب خارج المدينة.
أذهب وأقول إنّ الدعم السريع ارتكب خطأ جسيما ليس بأعمالهم السيئة فقط ولكن بالتعدي على قبيلة الحمر تلك القبيلة الكبيرة المسالمة التي لم تحتك مع قبيلة من القبائل ولم تدخل أراضيها حركة من حركات التمرد، وإن شاء الله سوف تحرر مدينة النهود، ولكن قبيلة الحمر لن تقف عند تحرير النهود فقط ولكنها سوف تطرد الدعم السريع من كردفان ثم تلاحقه في دارفور وعندها الآن قو ات فيلق دار حمر يقاتل مع القوات المسلحة.
إن نهاية الدعم السريع قد اقتربت لأنه اعتدى على قبيلة من أكبر قبائل السودان ويتصف أفرادها بالقوة والشجاعة ومعرفة فنون القتال.
