المشهد الإخباري لتحالف دول الساحل | 31 مايو 2025

تشهد منطقة الساحل تحولات متسارعة، يقودها تحالف دول الساحل (AES) عبر اجتماعات دبلوماسية رفيعة مثل لقاء سفراء مالي وبوركينا فاسو والنيجر في القاهرة، حيث تم استعراض الإنجازات الأمنية والتنموية، وتأكيد متانة العلاقات بين أعضاء التحالف. هذا الحراك السياسي يترافق مع جهود تنموية ملحوظة، أبرزها إعلان مالي عن مشروع أول مصفاة وطنية للذهب، في خطوة نحو تعزيز السيادة الاقتصادية وتقليص الاعتماد الخارجي.
على صعيد العلاقات الدولية، تبرز زيارة مبعوث تركيا إلى مالي حاملاً رسالة دعم من الرئيس أردوغان، مما يعكس رغبة أنقرة في توسيع الشراكات الاستراتيجية مع دول الساحل، في وقت تتعمق فيه الروابط مع روسيا والصين. وفي موازاة ذلك، يتواصل التنسيق الأمني بين أعضاء التحالف، حيث تؤكد مالي اقترابها من القضاء على الإرهاب، وتظهر بوركينا فاسو من خلال مناورات عسكرية متقدمة مدى جاهزية قواتها للتعامل مع التهديدات غير المتكافئة.
أما في النيجر، فشهدت البلاد تفاعلاً متنوعًا، ما بين الاحتفال بيوم إفريقيا العالمي والدعوة لسيادة قارية حقيقية، والمشاركة الفاعلة في المنتدى القاري للهوية الرقمية، في سعي لتحديث البنية السيبرانية وضمان شمولية الهوية الوطنية.
على المستوى الإعلامي والدبلوماسي، تنفي موريتانيا رسميًا وجود أي توتر حدودي مع مالي، في مقابل تكرار نفي بوركينا فاسو لمزاعم ارتكاب مذابح بحق المدنيين، وهو ما يعكس حساسية المشهد المعلوماتي وضرورة استباق حملات التشويه الخارجي.
أمنيًا، برز اختطاف عمدة في وسط مالي وسط تقارير عن صراع مع جماعة “نصرة الإسلام”، مما يؤشر إلى تعقيدات مستمرة في المشهد المحلي رغم التحسن النسبي في الوضع الميداني العام. وفي بوركينا فاسو، تُواصل الدولة تكريم حفظة السلام وتدريب وحداتها القتالية على استراتيجيات أكثر تكيفًا مع طبيعة التهديدات الحديثة.
هذا العدد يرصد زوايا متشابكة من التغير الإفريقي: بروز تحالفات بديلة، سعي للسيادة على الثروات، تثبيت دعائم الحكم الانتقالي، وصراع سرديات إعلامي وسياسي بين الداخل والخارج. ويبقى التحدي الأكبر أمام صانع القرار هو تحويل هذه المؤشرات إلى خيارات استراتيجية مستندة إلى وعي شامل، لا إلى ردود أفعال لحظية.
1) اجتماع سفراء ورؤساء بعثات الدول الساحل AES في القاهرة
عقدت مجموعة سفراء ورؤساء بعثات الدول الأعضاء في اتحاد تحالف دول الساحل AES في القاهرة.
ووفقًا لسفارة بوركينا فاسو في القاهرة، استضافت سفارة جمهورية مالي في مصر هذا الاجتماع وفقًا لمبدأ تناوب الاجتماعات في المجموعة.
خلال هذا الاجتماع، استعرض سفراء اتحاد تحالف دول الساحل AES أهم الإنجازات التي حققها الاتحاد، لا سيما في مجالات الدفاع، والأمن، والنقل، وحرية حركة الأشخاص والبضائع.
وقدّموا لمحة عامة عن الأحداث الجارية داخل منطقة الاتحاد قبل مناقشة عمليات المجموعة وأنشطتها.
أعرب وفود السفارات الثلاث عن ارتياحها التام للمناقشات المثمرة والبناءة التي دارت خلال هذا الاجتماع، والتي تعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط الدول الأعضاء في الاتحاد، وفقًا لسفارة بوركينا فاسو في القاهرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع يُعقد عادةً ثلاث مرات سنويًا.
2) غويتا يستقبل نائب وزير الخارجية التركي حاملا رسالة من إردوغان
استقبل الرئيس الانتقالي المالي عاصيمي غويتا يستقبل نائب وزير الخارجية التركي برهانتين دوران حاملا رسالة من الرئيس رجب طيب إردوغان.
أكد إردوغان في هذه الرسالة رغبته في تعزيز التعاون وتوسيع إطار الشراكة مع مالي وحليفتيها في تحالف الساحل النيجر وبوركينا فاسو.
3) نواكشوط تنفي اختراقًا من الجيش المالي وتنفي وجود نزاع حدودي مع مالي
نفت الحكومة الموريتانية بشكل قاطع الأنباء المتداولة حول دخول وحدات من الجيش المالي إلى الأراضي الموريتانية، مؤكدة أن كل المناطق التي أثير الجدل بشأنها تقع داخل الحدود السيادية لدولة مالي، وأن السيادة الوطنية لم تكن في أي وقت محل تنازل أو تفريط.
جاء هذا النفي على لسان وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، والناطق الرسمي باسم الحكومة، الحسن ولد مدو، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الأربعاء 28 مايو 2025، عقب اجتماع مجلس الوزراء، حيث قال: “الحديث عن تنازل موريتانيا عن جزء من ترابها الوطني مجرد تقييمات سياسية لا تستند إلى أي معطيات ميدانية”، مضيفًا أن “الحوزة الترابية للبلاد مؤمّنة بالكامل من قبل الجيش الوطني”.
وأوضح ولد مدو أن وجود بعض المنشآت الموريتانية في المناطق الحدودية، من مدارس ومراكز صحية، هدفه خدمة الجاليات الموريتانية المقيمة في دولة مالي، ولا يعني إطلاقًا امتلاك أراضٍ خارج الحدود الوطنية. وشدد قائلاً: “موريتانيا لم ولن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها”.
4) وزير الدفاع المالي: تقريبا تم القضاء على الإرهاب
استعادت القوات المسلحة المالية السيطرة على أراضي البلاد، في حين تعيش الجماعات الإرهابية في شمال البلاد “أيامها الأخيرة”. أعلن ذلك وزير الدفاع والمحاربين القدامى المالي الجنرال ساديو كامارا للصحفيين خلال زيارته لمدينة كيدال الاستراتيجية.
وقال الجنرال إن المبادرة في ساحة المعركة انتقلت بالكامل إلى القوات المسلحة المالية وأن الجيش المالي “يطارد بنفسه العدو حتى معقله الأخير”.
وأشار كامارا إلى أن مدينة كيدال سقطت في قبضة العدو في عام 2012 وأصبحت رمزا لفقدان السيادة.
وأشار إلى أن الوضع تغير بفضل تحديث الجيش، بما في ذلك بفضل شراء معدات قتالية واستطلاعية حديثة. وشكر كامارا الرئيس الانتقالي أسيمي جويتا على السماح لإرسال البعثة إلى كيدال وأعرب عن امتنانه للسكان المحليين على ترحيبهم الحار. وأشار إلى أنه كان من المستحيل تمامًا تسجيل مقابلة في كيدال في عام 2022.
وأضاف الوزير: “اليوم نتحرك بحرية في كافة أنحاء البلاد ونحل مشاكل السكان”
وأشار الجنرال إلى تعاون مالي الأمني مع دول أخرى في تحالف دول الساحل (النيجر وبوركينا فاسو)، وكذلك مع روسيا والصين وتركيا.
5) اختطاف عمدة بلدة “كونا” بولاية “موبتي” في وسط مالي
وفقا لإذاعة فرنسا الدولية نقلا عن “عدة مصادر محلية”، اختطف مسلحون عثمان كامبو عمدة بلدة “كونا” بولاية “موبتي” في وسط مالي.
ولم يتم بعد تبني عملية الاختطاف، لكن “تُجمع المصادر” على أنها من تنفيذ جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”.
بحسب RFI فإن بلدية “كونا أبرمت العام الماضي كما هو حال عشرات البلديات في وسط مالي، اتفاقا محليا مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (….) ومن خلال هذا الاتفاق، يوافق السكان على الخضوع لقواعد الجماعة وهي: دفع الإتاوات، وإغلاق المدارس العمومية، وارتداء الحجاب بالنسبة للنساء، والسراويل القصيرة بالنسبة للرجال” وفي المقابل يسمح المسلحون “للسكان بالتنقل والعمل”.
وتضيف الإذاعة بأن عدم تطبيق الاتفاق بشكل كامل، كان وراء “اختطاف عمدة بلدية كونا”.
ولم يصدر رسميا في مالي ما يثبت أو ينفي هذا الخبر، كما لم يتطرق له الإعلام المحلي في البلاد.
6) مالي الإعلان عن مشروع إنشاء أول مصفاة وطنية لتكرير الذهب في مالي
أعلنت حكومة مالي عن إطلاق مشروع استراتيجي لإنشاء أول مصفاة وطنية لتكرير الذهب، بطاقة إنتاجية تُقدّر بـ 200 طن سنوياً، في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز القيمة المضافة للثروات الطبيعية وتقليص الاعتماد على الخارج في سلسلة إنتاج المعادن، وعلى رأسها الذهب، الذي يُعد المصدر الرئيسي لعائدات التصدير في البلاد.
جاء هذا الإعلان عقب اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم الأربعاء 28 مايو 2025 في العاصمة باماكو، حيث تم اعتماد مشروع قانون يُجيز مشاركة الدولة بنسبة 62% في رأسمال شركة “مصفاة الذهب في مالي”، إلى جانب مرسوم يُحدد آليات هذه المشاركة. وتُجسد هذه الخطوة توجهاً جديداً نحو تعزيز السيادة الوطنية في إدارة القطاع المنجمي.
ويُنفذ المشروع بشراكة مع مجموعة “يادران” الروسية، بموجب بروتوكول اتفاق تم توقيعه في أكتوبر 2024. وتندرج هذه الشراكة ضمن سياسة تنويع الشركاء الدوليين وتوسيع الخيارات الاستراتيجية لتمكين الدولة من التحكم بشكل أكبر في إدارة واستغلال ثرواتها المعدنية.
7) النيجر تحتفل بيوم إفريقيا العالمي
نظمت وزارة الشؤون الخارجية، الأربعاء 28 مايو 2025، مائدة مستديرة بمناسبة الذكرى الثانية والستين ليوم إفريقيا العالمي، تمحورت حول مستقبل القارة الإفريقية وآفاق كونفدرالية دول الساحل (AES).
وترأس اللقاء الوزير بكاري ياو سانغاري، حيث أكد أن القارة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تأكيد موقعها في عالم يتغير بسرعة، مشددا على ضرورة بناء سيادة إفريقية حقيقية تعكس تطلعات شعوبها.
كما دعا الوزير إلى مراجعة العلاقات الدولية من منظور المصالح الإفريقية، وتكريم رموز الوحدة الإفريقية الذين ألهموا أجيالا من النضال والاستقلال.
وقد شكلت كونفدرالية دول الساحل محورا أساسيا في النقاش، حيث أبرزت كخيار استراتيجي يعكس إرادة شعوب النيجر ومالي وبوركينا فاسو لاستعادة زمام المبادرة وتشكيل فضاء مشترك قائم على الدفاع والأمن، والدبلوماسية، والتنمية، بهدف إنشاء منطقة مستقرة، ذات سيادة ومزدهرة في قلب الساحل.
وأشاد عدد من الدبلوماسيين بهذه المبادرة، معتبرين إياها خطوة نحو تعزيز التضامن الإفريقي وبناء نموذج تنموي مشترك.
8) النيجر تؤكد التزامها بالهوية الرقمية خلال مشاركتها في ID4AFRICA 2025
شارك وزير الاتصال، أجي على صلاتُ، في الجمعية العامة لحركة ID4AFRICA بأديس أبابا، إلى جانب وفد من مؤسسات وطنية، وتهدف المشاركة إلى تعزيز الهوية الرقمية الشاملة والمستقلة في النيجر.
زار الوفد مراكز تقنية ومؤسسات إثيوبية، منها وزارة الابتكار ووكالة الأمن السيبراني، حيث نوقشت سبل التعاون في مجالات الرقمنة.
9) وزير الدفاع ينفي مزاعم إذاعة فرنسا الدولية (RFI) بشأن مذبحة للمدنيين في منطقة الساحل
نفت وزارة الدفاع وشؤون المحاربين القدامى بشدة الادعاءات الواردة في مقال نشرته إذاعة فرنسا الدولية يوم الخميس 29 مايو 2025، بعنوان “بوركينا فاسو: الجيش وحزب الشعب الديمقراطي يتهمان بمقتل أكثر من ١٠٠ مدني في عدة قرى شمال البلاد”.
وأوضح وزير الدولة أنه لا توجد معلومات موثوقة تؤكد الوقائع الواردة في هذا المقال، الذي يزعم أن قافلة من الجيش ومتطوعي الدفاع عن الوطن ارتكبت مذبحة راح ضحيتها أكثر من 100 مدني في قرى بلدتي دوري وغورغاجي، بمنطقة الساحل، يوم الأربعاء 21 مايو/أيار.
وأكد وزير الدولة التزام حكومة بوركينا فاسو الراسخ بحماية المدنيين والاحترام الصارم لحقوق الإنسان في جميع العمليات التي تنفذها قوات الدفاع والأمن ومتطوعو الدفاع عن الوطن. كما يحث وزير الدولة الجمهور على توخي الحذر إزاء الدعاية التي تنشرها بعض وسائل الإعلام بهدف إثارة الانقسام داخل مجتمعات بوركينا فاسو.
10) بوركينا فاسو تُشيد بجنود حفظ السلام في اليوم الدولي لحفظة السلام
أقامت وزارة الخارجية والتعاون الإقليمي والبوركينيين في الخارج، بالتعاون مع منظومة الأمم المتحدة، يوم الجمعة 30 مايو 2025، احتفالاً باليوم الدولي السابع والسبعين لحفظة السلام.
يُكرّم هذا اليوم التذكاري شجاعة وتفاني حفظة السلام حول العالم، الذين يُساهمون، أحياناً على حساب أرواحهم، في تحقيق السلام في البلدان التي تشهد حروبا.
ووفقاً لوزير الخارجية، الذي ترأس الحفل، فإن بوركينا فاسو، على الرغم من التحديات الراهنة، لا تزال وفية لقيمها المتمثلة في حسن الضيافة والتضامن والشجاعة، وظلت دائماً إلى جانب المجتمع الدولي، حتى مع وجود بعض التعديلات.
أقامت وزارة الخارجية والتعاون الإقليمي والبوركينيين في الخارج، بالتعاون مع منظومة الأمم المتحدة، يوم الجمعة 30 مايو 2025، احتفالاً باليوم الدولي السابع والسبعين لحفظة السلام.
يُكرّم هذا اليوم التذكاري شجاعة وتفاني حفظة السلام حول العالم، الذين يُساهمون، أحياناً على حساب أرواحهم، في تحقيق السلام في البلدان التي تشهد حروبا.
ووفقاً لوزير الخارجية، الذي ترأس الحفل، فإن بوركينا فاسو، على الرغم من التحديات الراهنة، لا تزال وفية لقيمها المتمثلة في حسن الضيافة والتضامن والشجاعة، وظلت دائماً إلى جانب المجتمع الدولي، حتى مع وجود بعض التعديلات.
11) مناورة عسكرية واسعة لأكثر من 360 متدربًا من ENSOA في إطار مكافحة الإرهاب
أجرت المدرسة الوطنية لضباط الصف العاملين (ENSOA) في بوركينا فاسو، في الفترة من 26 إلى 28 مايو 2025، مناورة عسكرية واسعة النطاق في منطقة بابري غوبانا–غاسكاي، بمشاركة أكثر من 360 متدربًا من دورة المشاة 2025، وذلك في إطار التدريب النهائي للدفعة.
ووفقًا لبيان صادر عن الجيش، تم تنظيم التمرين كمناورة أسلحة مشتركة، بدعم من وحدات متخصصة تمثل مختلف مكونات القوات المسلحة الوطنية، من بينها فصيلة من كتيبة مدرعات التدخل السريع (BBIR)، وبطارية من كتيبة مدفعية التدخل السريع الميدانية (BACIR)، بالإضافة إلى فصيلة من المهندسين العسكريين وطواقم من القوات الجوية.
وأكد قائد كتيبة ENSOA، العقيد علي بيكينغا، أن هذا النوع من التدريبات يُعد استجابة استراتيجية لمتطلبات الحرب غير المتكافئة، التي تتسم بتهديدات متفرقة وغير متوقعة، وغالبًا ما تكون متجذرة داخل السكان المحليين. وقال بيكينغا: “نهدف إلى إعداد ضباط صف قادرين على القيادة الفعالة واتخاذ القرار والمناورة في بيئات عملياتية معقدة، بالتنسيق مع مختلف فروع القوات المسلحة”.
وتندرج هذه المناورة في سياق الجهود المستمرة لتعزيز جاهزية القوات في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تشهدها البلاد والمنطقة.