المشهد الإخباري لتحالف دول الساحل | 26 مايو 2025

يشهد تحالف دول الساحل (مالي، النيجر، بوركينا فاسو) نشاطًا سياسيًا ودبلوماسيًا مكثفًا، في ظل جهود معلنة لتعزيز الاستقلال السياسي والاقتصادي عن المنظومات الإقليمية التقليدية. فقد اجتمع وزراء خارجية التحالف مع الرئيس الانتقالي المالي أسيمي غويتا في باماكو، مؤكدين تمسكهم بمبدأ السيادة وتركيز الحوار مع “إيكواس” على أسس عادلة وشاملة. وفي السياق نفسه، تواصلت أعمال تأسيس بنك استثماري مشترك، كمؤسسة مالية إقليمية تعكس توجهًا جديًا لبناء أدوات تمويلية ذات طابع سيادي وداعم لمشاريع البنية التحتية.
ميدانيًا، شهدت منطقة تليا في النيجر تدريبات عسكرية إقليمية مشتركة تحمل اسمًا رمزيًا (“ترها-نكل”) يعكس روح التضحية والانتماء، شاركت فيها خمس دول إفريقية، في رسالة واضحة على جاهزية الساحل لبناء مظلة دفاع ذاتية تتجاوز التبعية الأمنية. وعلى مستوى العلاقات الخارجية، تعكس زيارات متبادلة ومفاوضات مع ليبيا، والمغرب، ودول آسيوية كالصين، رغبة في تنويع الشركاء وإعادة تموضع دبلوماسي واسع النطاق.
اقتصاديًا واجتماعيًا، برزت عدة قرارات تعكس الطابع السيادي الجديد للتحالف، من ضمنها تقليص وجود العمال الأجانب في قطاع النفط بالنيجر، وتعزيز الشراكات الأكاديمية جنوب-جنوب، إلى جانب مبادرات محلية في بوركينا فاسو تهدف إلى إعادة ضبط القيم الثقافية والاجتماعية، أبرزها حظر المواد الإباحية وتكريم دور المرأة في خطاب حكومي يعكس توجهًا نحو “بناء أمة جديدة”. ويُقرأ هذا التحول ضمن سياق أوسع تسعى فيه دول الساحل لصياغة نموذجها الخاص في الحكم، الأمن، والتنمية – خارج إملاءات القوى التقليدية، وباستناد أكبر إلى سردية ذاتية تُعيد الاعتبار لسيادة القرار المحلي.
1) وزراء خارجية دول الساحل يجتمعون في باماكو مع الجنرال أسيمي غويتا
شهدت العاصمة المالية باماكو يوم الجمعة 23 مايو 2025 لقاء جمع الجنرال أسيمي غويتا رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، مع وزراء خارجية دول تحالف الساحل، بمشاركة وزير الخارجية السيد بكاري ياوو سانغاري ممثلا عن النيجر.
وجاء هذا اللقاء تمهيدا لانطلاق الحوار الرسمي بين كونفدرالية دول الساحل والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، حيث ناقش الوزراء نتائج الاجتماع التمهيدي الذي عقد سابقا في باماكو.
وشدد الوزير بكاري ياو سانغاري خلال اللقاء على أهمية التوصل إلى تفاهمات تخدم مصالح شعوب المنطقة وتحافظ على استقرارها، وأشار إلى أن المفاوضات القادمة ستركز على احترام السيادة الوطنية وبناء شراكات تعود بالنفع على جميع الأطراف.
من جانبه، وجه الرئيس غويتا توجيهاته للوفد الوزاري، وحثهم على العمل والتركيز على الأولويات الاستراتيجية التي تهم مواطني دول الساحل، كما أكد على ضرورة أن تكون نتائج الحوار عادلة وشاملة لجميع الجوانب الأمنية والاقتصادية.
2) وزراء الاقتصاد لدول الساحل يبحثون إنشاء بنك استثماري مشترك
انطلقت في العاصمة المالية باماكو، أعمال اللقاء الوزاري المخصص لمحور “التنمية”، برئاسة رئيس وزراء مالي، وزير الإدارة الإقليمية واللامركزية.
وتم خلال اللقاء استعراض نتائج اجتماع خبراء الدول الثلاث (النيجر، مالي، بوركينا فاسو)، بشأن مشروع إنشاء بنك الاستثمار والتنمية لدول الساحل (BCID-AES)، الذي يُعد ركيزة أساسية لدعم المشاريع الكبرى والبنية التحتية.
وشارك في اللقاء رئيس الوزراء، وزير الاقتصاد والمالية، علي محمد الأمين زين، إلى جانب نظرائه من مالي وبوركينا فاسو، مؤكدين الالتزام السياسي والمالي لإنجاح هذا المشروع الاستراتيجي، الذي يمثل خطوة حاسمة نحو الاستقلال المالي والتنمية الذاتية للمنطقة.
3) تحركات دبلوماسية في دول تحالف الساحل
– باماكو تحتضن أول لقاء بين بلدان تحالف الساحل: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيدياو” منذ انسحاب الدول الثلاث منها.
– الرئيس الدوري لتحالف دول الساحل الجنرال عاصيمي غويتا يستقبل وزراء خارجية بلدان التحالف، بعد لقائهم مع رئيس مفوضية “سيدياو”.
– الوزير الأول النيجري علي محمد الأمين زين يبدأ زيارة رسمية لمالي.
– رئيس النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني يستقبل الفريق ركن صدام حفتر مبعوثا من والده المشير خليفة حفتر، ويمنحه “وسام الاستحقاق الوطني” أعلى وسام في البلاد.
– الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس مكتب الأمم المتحدة في الساحل وغرب إفريقيا سيماو يواصل جولته بدول تحالف الساحل من بوركينا فاسو.
4) 5 دول أفريقية تجري مناورات عسكرية في النيجر لمكافحة الإرهاب
تُوَاصل في منطقة تليا غربي النيجر منذ الرابع عشر من مايو الجاري، فعاليات النسخة الثانية من التمرين العسكري المشترك “ترها-نكل”، بمشاركة القوات الدفاعية والأمنية التابعة لتحالف دول الساحل (النيجر، مالي، بوركينا فاسو) إلى جانب وحدات عسكرية من تشاد وتوغو.
هذا التمرين، الذي ينفذ تحت إشراف قيادات عسكرية عليا، يُعد أحد المحاور الأساسية ضمن الاستراتيجية الدفاعية الجماعية التي تتبناها كونفدرالية دول الساحل لمواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود.
ويُعد اختيار اسم “ترها-نكل” الذي يعني “حب الوطن” بلغة التماشق، دلالة رمزية على الروح الوطنية التي توحد صفوف المشاركين، وتجسيدا للانتماء المشترك لقيم التضحية والوطنية في سبيل استقرار المنطقة.
ويهدف هذا التمرين الذي يستمر لأسبوعين، إلى تعزيز الجاهزية الميدانية وتنمية المهارات التكتيكية للقوات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات العسكرية، ورفع مستوى التنسيق الإقليمي بين دول التحالف.
5) وزير الخارجية الليبي يستقبل وفدا وزاريا من النيجر لتعزيز التعاون الثنائي
استقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، عبد الهادي الحويج، بمطار بنينا الدولي في بنغازي، وفدا وزاريا عالي المستوى من النيجر.
وقد ترأس الوفد وزير الداخلية، الجنرال محمد أبوبكر تومبا، وضم في عضويته وزير النفط الدكتور صحابي عمارو، والأمينة العامة لوزارة المعادن، حيث تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في مجالات متعددة، خصوصا الطاقة والمعادن والأمن.
وتأتي هذه الزيارة في سياق الزخم الدبلوماسي المتنامي بين البلدين، والتقارب السياسي الذي تشهده العلاقات الليبية النيجرية.
6) شراكة أكاديمية جديدة بين جامعة نيامي وجامعة محمد الأول بالمغرب
وقّعت جامعة عبدُ موموني بنيامي وجامعة محمد الأول بوجدة (المغرب) اتفاقية شراكة تهدف إلى دعم البحث العلمي وتبادل الخبرات بين المؤسستين.
وتتضمن الاتفاقية عدة مجالات محورية، منها: دعم البحوث العلمية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الأساتذة والطلبة بين الجامعتين، وتسهيل تبادل المعلومات العلمية والتقنية.
وتمثل هذه الشراكة نموذجا فعالا للتعاون جنوب-جنوب في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، وتفتح آفاقا واعدة أمام الأكاديميين والطلبة في البلدين لتعزيز التكوين المشترك والإنتاج المعرفي.
7) النيجر تخطط لخفض عدد عمال النفط الصينيين
طلبت النيجر من بعض الموظفين الصينيين العاملين في مشروعات نفطية مغادرة البلاد، وهي خطوة قد تؤثر على عشرات العمال وتزيد من التوتر في العلاقات الثنائية.
وشأنها شأن دول أخرى في غرب إفريقيا، تحاول النيجر التي يقودها مجلس عسكري فرض سيطرة أكبر على مواردها الطبيعية وزيادة عدد الموظفين المحليين.
وأوضحت رسالتان أن وزير النفط صحابي عمارو طلب من مؤسسة البترول الوطنية الصينية ومصفاة سوراز التابعة لها إنهاء عقود المغتربين الذين يعملون في النيجر منذ أكثر من 4 سنوات.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “التزمت الصين دائما بمبادئ الحقيقة والصداقة والإخلاص والنظرة الواضحة للصواب والمنفعة في تنفيذ التعاون مع إفريقيا”، مضيفا أن مؤسسة البترول الوطنية الصينية قدمت إسهامات اقتصادية واجتماعية في النيجر لسنوات عديدة”.
8) مجلس وزراء CAMES: يشيد بمساهمة بوركينا فاسو ويقترح الاعتراف برئيسها
في كوناكري، عاصمة جمهورية غينيا ????????، اختتمت الدورة العادية الثانية والأربعون لمجلس وزراء المجلس الإفريقي والملغاشي للتعليم العالي (CAMES) أعمالها، والتي انعقدت في الفترة من 19 إلى 23 مايو 2025، بمشاركة وفود من 15 دولة من أصل 19 عضواً. وقد مثّلت بوركينا فاسو في هذه الدورة بعثة رسمية برئاسة وزير التعليم العالي والبحث والابتكار، البروفيسور أدجيما ثيومبيانو.
إشادة خاصة بالرئيس إبراهيم تراوري
من أبرز محطات هذه الدورة، توجيه اقتراح خاص بالاعتراف بالكابتن إبراهيم تراوري، رئيس فاسو، رئيس الدولة، تقديراً لمساهماته الفاعلة في دعم المنظمة ومساندة أنشطتها، لا سيما وأن المقر الرئيسي لـ CAMES يقع في واغادوغو، ما يمنح بوركينا فاسو صفة نائب الرئيس القانوني في المجلس.
وقد شهد الحفل الختامي الرسمي، الذي تضمن تسليم المهام من وزير التعليم العالي في الكونغو إلى نظيره الغيني كرئيس جديد لمجلس وزراء CAMES للفترة 2025-2026، عبارات امتنان وتقدير موجهة للرئيس تراوري، تعبيراً عن “الاهتمام المستمر والضيافة التي تبديها حكومة وشعب بوركينا فاسو” تجاه المنظمة.
9) وزير الشباب والرياضة في النيجر يزور بوركينا فاسو لتعزيز التعاون الشبابي
قام وزير الشباب والرياضة، برفقة نظيره من مالي، بزيارة رسمية إلى بوركينا فاسو، حيث استُقبلوا من قبل رئيس وزراء بوركينا فاسو، سعادة ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغو.
تأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة من وزير الشباب في بوركينا، السيد رولاند سومدا، في إطار تعزيز التنسيق بين دول كونفدرالية دول الساحل، خاصة في المجال الشبابي.
وشارك الوزراء الثلاثة في ندوة كبرى نظمها “حراك الشباب استيقظ”، تمحورت حول دور الشباب في الثورة الشعبية التقدمية، حيث تم التأكيد على ضرورة تمكين الشباب ودمجهم في مسارات التحول الوطني وبناء السيادة.
10) حكومة بوركينافاسو تحظر المواد الإباحية
في خطوة لافتة، أعلنت حكومة بوركينا فاسو عن حظر المواد الإباحية بشكل رسمي في البلاد، وذلك في إطار جهود الرئيس إبراهيم تراوري لتعزيز السيطرة الحكومية، وإعادة صياغة ملامح الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الانضباط والأخلاق في المجتمع.
القرار يأتي كجزء من حملة أوسع تهدف إلى “إعادة بناء الأمة” على أسس تقليدية وثقافية، بحسب ما صرّحت به مصادر حكومية. وقد شددت الحكومة على أن المرأة تُعد كائناً مقدساً، مؤكدة أن احترامها وحمايتها من الابتذال هو من أولويات الدولة، إذ “بفضلها نحن موجودون على الأرض”، كما ورد في تصريح رسمي.
الخطوة أثارت تبايناً في ردود الفعل؛ حيث رحّب بها عدد من المواطنين المحافظين باعتبارها تمثل عودة إلى القيم الأخلاقية، بينما عبّر آخرون عن مخاوفهم من أن تُستخدم مثل هذه الإجراءات للحد من الحريات الشخصية وفرض الرقابة على المحتوى الرقمي.