النزاعات الأهلية والعرقيةتقدير موقف

تحرير الخرطوم والدروس المستفادة

الخرطوم هي العاصمة الإدارية لجمهورية السودان، وهي ملتقى النيلين النيل الأبيض الذي ينبع من بحيرة فكتوريا والنيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا من الهضبة الاثيوبية.

وفي الخرطوم ثلاثة مدن هي الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان. يبلغ عدد سكان الخرطوم قبل الحرب ما بين سبعة إلى ثمانية ملايين نسمة.

تحدها شمالا ولاية نهر النيل وغربا ولاية شمال كردفان وشرقا ولاية القضارف وجنوبا ولاية الجزيرة.

أُنشئت الخرطوم عام 1825 أسسها إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا عندما غزا محمد علي السودان عام 1821.

تحرير الخرطوم

حررت الخرطوم ثلاث مرات المرة الاولى عام 1885 حررها الإمام المهدي من الحكم المصري بعد حصار دام عشرة شهرا ثم دخلها وقتل فيها الحاكم العام البريطاني غوردون واستمر حكم المهدية الى عام 1899 إلى أن جاء كتشنر وهزم المهدية في موقعة كرري بامدرمان واستولى على الخرطوم واستعمر السودان بما يسمى بالحكم الثنائي الانجليزي المصري إلى أواخر عام 1955 وفي 1/1/ 1956 خرج الانجليز وأعلن استقلال السودان.

احتلال الدعم السريع للخرطوم

لم يكن الدعم السريع متواجدا في الخرطوم إلا بأعداد قليلة في عهد ثور ة الإنقاذ لأنه كان موجودا في أطراف السودان وخاصة في إقليم دارفور يقاتل جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة ضد الحركات المسلحة.

وعند ما ذهبت الإنقاذ وأصبح حميدتي نائبا للبرهان زاد عدد أفراد الدعم السريع في الخرطوم إلى أن بلغ عددهم أكثر من مائة ألف وتواجدوا في مناطق استراتيجية في الخرطوم بحيلة أنهم يحرسون القصر الجمهوري ومبنى الإذاعة والتلفزيون  ثم استولوا على معسكرات هيئة العمليات بعد حلها ، ولهذا عندما بدأت الحرب في 15 أبريل عام 2023 استولى الدعم السريع على معظم مدن الخرطوم الثلاثة خاصة الخرطوم والخرطوم بحري ثم حاصر المواقع التي يتواجد فيها الجيش كالقيادة العامة وسلاح المدرعات وسلاح الإشارة واضطر الجيش إلى الانسحاب من بعض المواقع كالاحتياطي المركزي والتصنيع الحربي واليرموك.

وبعد مرور شهرين تقريبا وبعد خروج قائد الجيش من القيادة وانتقال الحكومة الى بورتسودان بدأ الجيش تدريجيا في إعادة بعض المواقع المهمة انطلاقا من مدينة امدرمان فحرر الإذاعة وفك الحصار عن سلاح المهندسين ثم دخل الجيش الى الخرطوم والخرطوم بحري وفك الحصار عن سلاح الإشارة والنقل ثم دخل الجيش من بحري الى الخرطوم وفك الحصار عن القيادة وحرر القصر الجمهوري وبعد ذلك انهار التمرد في الخرطوم وكانت آخر المعارك في مدينة ام درمان في مدينة الصالحة انهزم فيها الدعم السريع شر هزيمة وغنم الجيش اسلحة كثيرة بمختلف أنواعها ،وفي 21من شهر مايو أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش تحرير الخرطوم  وخلوها من الدعم السريع.

ومن هنا نستخلص الدروس والعبر من احتلال الخرطوم الى تحريرها للاستفادة منها في المستقبل حتى لا تتكرر المأساة مرة اخرى.

  1. إبعاد المؤسسات العسكرية كسلاح الاشارة والمدرعات والمظلات وغيرها من وسط الخرطوم إلى أماكن بعيدة حتى يكون الناس بعيدون عن مرمى النيران إذا حصل قتال مرة أخرى.
  2. ازالة السكن العشوائي الذي كان بؤرة للجريمة والذي تعاون الكثيرون من سكانه مع الدعم السريع ونهبوا ممتلكات المواطنين
  3. دمج الحركات المسلحة وجميع من تعاون مع الجيش في جيش واحد وجمع الاسلحة من المواطنين.
  4. بسط هيبة الدولة وسيادة القانون.
  5. تسجيل الأجانب واستخراج بطاقات لهم ومعرفة أماكن تواجدهم ودخولهم وخروجهم.
زر الذهاب إلى الأعلى