هل تكون ليبيا وجهة إعادة التموضع الروسي بعد الأحداث السورية؟
بقلم : الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية / مرتضى أحمد
السؤال حول إمكانية نجاح روسيا في إعادة تموضع قواعدها العسكرية في سوريا عن طريق ليبيا هو سؤال ترتبط إجابته بقراءة التطورات والمتغيرات الجديدة التي عصفت بسوريا وتأثيراتها على المنطقة
ومما لا شك فيه أن تعقيدات المشهد الليبي وظروف المتغيرات الجديدة في سوريا تتطلب تحليلاً متعمقاً للعديد من العوامل المتداخلة التي تؤثر حول توجهات روسيا الجديدة بعد الإطاحة بالنظام السوري، وروسيا تدرك الأهمية القصوى للقواعد التي تديرها في سوريا، خاصة قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، التي تمكنها من القيام بالتدخل العسكري في المنطقة، والأهمية الاستراتيجية لوصولها إلى البحر المتوسط، الذي يسهم في توسيع نفوذها البحري، وقدرتها على تجميع المعلومات الاستخباراتية: ومراقبة المنطقة.
وفي ظل متابعة الأحداث تشير الأخبار إلى أنه في يوم سقوط نظام بشار الأسد، استطاع ناشطون من توثيق هبوط طائرة قادمة من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، تابعة لسلاح الجو الروسي، في مطار الأبرق، شرق ليبيا، والخاضع لسيطرة خليفة حفتر.
ووفقاً لبعض التقارير التي ترد فإن الوضع في ليبيا قد يشهد تطورات محتملة وتحركات كبيرة. ، والأنباء تتحدث عن طائرات عسكرية روسية هبطت في قاعدة الخروبة شرق ليبيا يعتقد أنها نقلت مئات من ضباط الجيش السوري مع عائلاتهم، بالإضافة إلى معدات عسكرية روسية ومنظومة الدفاع الجوي من دمشق، وعشرات الجنود الروس، والحديث عن أن روسيا اتخذت ليبيا وجهة لنقل أصولها العسكرية من سوريا، وبنغازي أصبحت وجهة لاستقبال الضباط الهاربين من الجيش السوري والمطلوبين للعدالة ، وأن روسيا أقنعت قوات حفتر بأن استقبال ضباط الجيش السوري سيضيف لقواته قوة وخبرة إضافية في التدريب، ورأت في ليبيا بديلاً استراتيجياً بعد سقوطها في سوريا .
كما أن موقع “أفريكا كونفيدنتيال” البريطاني المعني بالدراسات العسكرية والأمنية يتحدث على أن سقوط بشار الأسد يمكن أن يدفع روسيا إلى أحضان خليفة حفتر، وأن سقوط النظام السوري يمكن أن يؤثر على عمليات موسكو في ليبيا وشمال إفريقيا، وتوقعات بإنشاء روسيا قواعد عسكرية جديدة.
لذلك وبحسب الموقع فإنه من المتوقع أن تتحرك روسيا لإنشاء قواعد عسكرية جديدة في القارة الإفريقية وليبيا، لأنها تسعى لبناء تحالفات جيوسياسية جديدة.
وأن ليبيا تمثل الخيار الأكثر ترجيحًا لإنشاء القواعد الروسية، خاصة وأن موسكو تعمل طيلة الأشهر الأخيرة على تطوير منشآتها العسكرية ومخزوناتها من الأسلحة في قاعدتي برك الشاطئ والجفرة.
ووفق الموقع البريطاني أيضاً فإن القوات التابعة لحفتر تحولت الفترة الماضية لبنادق موسكو، للحصول على الذهب الإفريقي، لذلك تعمل موسكو على توسيع نفوذها الجيوسياسي في شمال إفريقيا، مع تقويض فرص التوصل إلى اتفاق للسلام وتقاسم السلطة بين الحكومة المدعومة من حفتر في بنغازي، وحكومة الوحدة في طرابلس.
وبحسب الموقع فإن ما يؤكد على خطط موسكو هو ما كشفته مجموعة التحقيق الأمريكية “سينتري” بأن قوات حفتر لا تستطيع دخول القواعد العسكرية الروسية في ليبيا، وتطلب إذنًا قبل السماح لها بدخولها.
فما الذي يحدث وراء الكواليس؟
لمزيد من القراءة يرجى تحميل الملف