عن المركز

عن المركز

في عالمٍ يزداد ترابطاً وتعقيدًا، لم تَعُد القارة الإفريقية مجرد مسرحٍ لتدافع القوى، أو ساحة للتحديات التنموية؛ بل باتت فاعلاً مهما في تشكيل توازنات إقليمية ودولية جديدة. ومع هذا التحول، يبرز السؤال الأكثر إلحاحًا، ألا وهو: كيف نستطيع بناءَ وعيٍ إفريقيٍّ قادرٍ على تعزيز الفهم، وتقديم مبادرات، ويوجه المهتمين نحو الخيارات الأفضل؟

وعلى ضوء هذا، يأتي مركز الوعي الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والسياسية كاستجابة منهجية لهذا السؤال. لا بوصفه منصة إخبارية أو هيئة أكاديمية تقليدية؛ بل كمشروع معرفي يسعى إلى إعادة تنظيم الإدراك السياسي والاستراتيجي للقارة من الداخل، مع وعيٍ عالٍ بتقاطعاته الدولية.

ويتأسس عمل المركز على مقاربة شاملة، تُعنى بتوضيح بُنَى السلطة، وتحليل تحولات الدولة، واستيعاب ديناميات المجتمعات، وفهم أنماط النفوذ الخارجي، وقراءة المتغيّرات الاقتصادية، والتقاط إشارات التبدل في الخطاب والهوية والفاعلية الإقليمية.

وتُعالَج هذه المحاور ضمن هيكلٍ تحليليٍّ يراعي التداخل والتراكب، دون أن يختزل القارة في سردية واحدة، أو يُعيد إنتاج أنماط التبسيط السائدة.

ويتخذ المركز من الوعي المنهجي أداة عمل، ومن الدقة في اختيار الموضوعات ومقاربتها معيارًا، وليس من كثافة المحتوى أو سرعته.

ويُقدَّمُ هذا الوعيُ في أشكالٍ تحريريةٍ متعددةٍ، تشمل التقديرات، والتحليلات، والأوراق السياساتية، والمقالات، والموجزات الموضوعية، مع توجيهها حسب الأولوية والسياق، وليس الشكل فحسب.

ويستند المركز إلى شبكةٍ معرفيةٍ مرنةٍ، تعتمدُ أدوات رصدٍ دوريّةٍ، ومقاربةً نوعيةً للاتجاهات البارزة في القارة.

لا تُطرَح هذه الأدوات كتصنيفاتٍ مستقلة؛ بل تُوظّف ضمن منظومةَ رصْدٍ وتحليل مستمر، تُسهم في تتبع التحولات الكبرى في القارة، وتغذية فهم أشمل للسياق الإفريقي.

رؤيتنا

أن نُسهم في تشكيل وعي استراتيجي إفريقي مستقل، يُعيد الاعتبار للمعلومة الدقيقة، والتحليل المتماسك، والتفكير الواقعي، بوصفها أساسًا للقرار الرشيد والسيادة المعرفية

تقديم دراسات وتحليلات تُعالج قضايا القارة وفق مناهج علمية وأدوات تحليلية راشدة، مع الالتزام بالدقة، والسياق، والمسؤولية المعرفية.

  • تكوين فهم عميق للواقع الإفريقي بما يتجاوز التغطيات السطحية.
  • دعم دوائر القرار والمجتمع البحثي بأدوات وخرائط وعي قابلة للتفعيل.
  • دمج الأصوات والمقاربات الإفريقية في النقاشات الدولية حول مستقبل القارة.
  • بناء ذاكرة تحليلية تُعيد ترتيب الحدث في سياقه وتُعيد الاعتبار للمعلومة.
    تطوير مسارات رصد وتحليل مستمرة، تُراكم الوعي بدلًا من إعادة إنتاج الضجيج.
  • تحليل بنى السلطة وصيرورة الدولة.
  • فهم التحديات الأمنية العابرة للحدود والسياقات الهشّة.
  • متابعة التفاعلات الجيوسياسية الإفريقية مع القوى الكبرى.
  • قراءة البنى الاقتصادية والتمويلية في ضوء تحوّلات التنمية.
  • استيعاب التبدلات المجتمعية والثقافية والرأي العام.
  • التوجه نحو رصد استشرافي للتغيرات الاستراتيجية الصاعدة.

وتخضع هذه المسارات لتحيين دائم، وفق أولويات الحدث، ومسارات التحوّل، واحتياجات الفاعلين السياسيين والتنمويين.

مركز الوعي الإفريقي ليس مجرد صدى للأحداث، بل محاولة واعية لإعادة هندسة الفهم، وبناء معرفة تُسهم في سياسات أذكى، ومجتمعات أقدر، وقارة أوعى.

كلمة رئيس مجلس الإدارة​

في عالم يموج بالتغيرات، تأتي تجربتنا الممتدة في العمل الميداني لتُبرز حقيقة واحدة: القارة الإفريقية لا تحتاج من يُراقبها من الخارج، بل من يفهمها من الداخل. ومن هنا، وُلد مركز الوعي الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والسياسية ليكون أداة لفهمٍ أعمق، لا مجرد مرآة لما يُقال.

نحن نؤمن أنّ بناء الوعي ليس ترفًا؛ بل ضرورة لصناعة القرار. ولهذا، نُنتج معرفة تحليلية تربط بين الواقع والمعنى، بين المؤشرات والسياسات، بعيونٍ مدرّبة وعقلية نقدية. وعلى هذا الأساس، نراجع كل ما ننشره وفق معيارين اثنين، وهما: صدقه على الواقع، وصلابته المنهجية. ونبتعد عن الصخب والتهويل، ونلتزم بالرصانة والانتماء؛ لنقدّم محتوى يَقرأ التحولات، ويكشف اتجاهاتها، وليس أنْ يلاحقها.

مركزنا ليس مساحة لنشر المحتوى العام؛ بل لبناء وعْيٍ إفريقيٍّ قادرٍ على القراءة الدقيقة والتقدير المتزن. فنخاطب صنّاع القرار، والباحثين، وكل من يبحث عن خريطة عقلية وسط زحام الحدث.

هدفنا أنْ يكون هذا الوعي أداة للنهوض، لا مجرد تشخيص، وأنْ يكون التحليل مقدمة لبناء مستقبل تتضح فيه الخيارات وتُنير فيه المعرفة الطريق

د. محمد بن محمد ادم

د. محمد بن محمد ادم

رئيس مجلس إدارة مركز الوعي الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والسياسية

زر الذهاب إلى الأعلى